قوله تعالى : { فخذ أحدنا مكانه إنا نراك من المحسنين } :
يحتمل هذا معان : أحدها : أن يكون على جهة المجاز كما تقول لمن تكره فعله اقتلني ولا تفعل كذا ، وأنت لا تريد أن يقتلك ولكن مبالغة {[9410]}في استعطافه . وكذلك هذا لم يرد أن يسترق واحدا {[9411]} منهم مكانه وإنما قالوا ذلك مبالغة . فقال يوسف معاذ الله . فتعوذ من فعل ما لا يجوز . ويحتمل أن يكون حقيقة أي خذ {[9412]} أحدنا مكانه رقا ، فتعوذ يوسف من ذلك . إلا أنه يبعد أن يريدوا {[9413]} استرقاق {[9414]} حر وهم {[9415]} أنبياء . ويحتمل أن يريدوا بذلك الحمالة بالنفس ، أي خذ أحدنا مكانه {[9416]} حتى ينصرف إليك صاحبك . ومقصدهم أن يصل بنيامين وهو الذي وجد الصواع في رحله إلى يعقوب . ويعرف يعقوب جلية الأمر ثم يرد إليه . فمنع يوسف عليه السلام من ذلك إما أنه لم ير الحمالة بالنفس في الحدود ولم يلزم الحميل عقوبة المحمول عنه فيكون هذا {[9417]} حجة لمالك وأصحابه . وإما لأنه لم يرها على أن تلزم الحميل عقوبة المحمول ، وهذا لا يلزم إجماعا .