– قوله تعالى : { أم تسألهم أجرا فهم من مغرم مثقلون ( 40 ) } :
وهذه الآية أيضا في سورة القلم {[10595]} المعنى : أم تسألهم يا محمد على ما آتيتهم به من الإيمان أجرة يثقل عليهم غرمها ، فهم لأجل ذلك الذي صرفت عليهم من الغرم يكرهون الدخول في دينك لأجل الغرامة التي تلزمهم . وظاهر هذه الآية أن لو ألزمهم غرم شيء لكان عذرا لهم في أن لا يدخلوا في الدين ، وما يكون كذلك فيحرم وضعه عليهم . وفي هذا دليل على أن المغارم التي كان يضعها الولاة قديما لا يجوز أن يلزموه وهم كارهون ، كهذا المغرم الموضوع ببلادنا على الناس لا يجوز أن يلزموه وهم كارهون . وقد أجازه بعض الأصوليين وركب فيه طريق المصلحة ، وذلك إذا لم يكن للجنود ما يغنيهم من غير ذلك ، وترك ظواهر الشرع لأجل ذلك الأصل . والمصلحة أصل بين أهل العلم لا خلاف في مراعاته .