– قوله تعالى : { هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر } :
عنى الله تعالى بذلك جلاء بني النضير من اليهود عن موضعهم ، فمنهم من خرج إلى خيبر ، ومنهم من خرج إلى الشام ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم صالحهم على الجلاء على أن لهم ما أقلت الإبل إلا الحلقة {[10668]} ، والحلقة السلاح .
وقوله تعالى : { لأول الحشر } أي أن إجلاءهم ذلك كان أول الحشر إلى الشام . قال قتادة : تجيء نار من المشرق تحشر الناس إلى المغرب ، تبيت معهم حيث باتوا وتقيل معهم حيث قالوا وتأكل من تخلف {[10669]} . يريد أن هذا هو الحشر المشار إليه .
ومصالحة أهل الحرب على الجلاء من ديارهم من غير شيء يؤخذ منهم ، الظاهر أنه يجوز .
وقال أبو الحسن لا يجوز الآن وإنما جاز أول الإسلام ثم نسخ ولا بد من قتلهم أو سبيهم أو ضرب الجزية عليهم {[10670]} ذكر ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما دخل خيبر سأل اليهود منهم أن يقرهم فيها على أن يكفوهم مؤونة التمر ولهم النصف من ذلك . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أقركم فيها " حتى أجلاهم عمر رضي الله تعالى عنه حين بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا يجتمع دينان بجزيرة العرب " {[10671]} .