/م1
والقسم الثّالث بالتي تغير صباحاً على الأعداء:
{فالمغيرات صبحاً} .
وكانت العربكما يقول الطبرسي في مجمع البيانتقترب ليلا من منطقة العدو وتكمن له ،وتشّن غارتها في الصباح .
وفي سبب نزول الآية ( أو أحد مصاديقها الواضحة ) رأينا أن جيوش المسلمين بقيادة علي( عليه السلام ) استفادت من ظلام الليل ،واتجهت نحو معسكر الأعداء ،وكمنت له ،ثمّ شنت غارتها في الصباح كالصاعقة .ودحرت العدّو قبل أن يبدي مقاومة .
ولو اعتبرنا القسم بإبل الحجاج ،فالمغيرات في الآية هي قوافل الإِبل في صباح العيد من المشعر إلى منى .
«المغيرات » جمع «مغيرة » .والإِغارة: الهجوم على العدو ،وقيل: إن الكلمة تتضمّن معنى الهجوم بالخيل ،ولكن موارد استعمالها يبيّن أن هذا القيدإن كان موجوداً في الأصلفقد حذف بالتدريج .
وما أورده بعضهم من احتمال أن تكون «المغيرات » هي القبائل المهاجمة المتجهة إلى ميدان القتال ،أو المسرعة إلى منى ،فبعيد ،لأن الآية:{والعاديات ضبحاً} هي بالتأكيد وصف للخيل أو الإِبل ،لا أصحابها .وهذه الآية استمرار لتلك .
/خ11