ومرّة أُخرى كرَّر العالم الكبير جملته السابقة التي اتسمت ببرود خاص ،حيث قالَ لموسى( عليه السلام ): ( قال أَلم أقل لك إِنّك لن تستطيع معي صبراً ) .
والاختلاف الوحيد مع الجملة السابقة هو إضافة كلمة «لك » التي تفيد التأكيد الأكثر ؛يعني: إِنّني قلت هذا الكلام لشخصك !
تذكر موسى تعهده فانتبه إلى ذلك وهو خجل ،حيث أخلَّ بالعهد مرَّتينولو بسبب النسيانوبدأ تدريجياً يشعر بصدق عبارة الأستاذ في أنَّ موسىلا يستطيع تحمّل أعماله ،لذا فلا يطيق رفقته كما قالَ لهُ عندما عرض عليه موسى الرفقة ،لذا فقد بادر إلى الاعتذار وقال: إِذا اعترضت عليك مرّة أُخرى فلا تصاحبني وأنت في حل منّي: ( قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت مِن لدني عذراً ) .صيغة العذر هنا تدل على إنصاف موسى( عليه السلام ) ورؤيته البعيدة للأُمور ،وتبيّن أنَّهُ( عليه السلام ) كانَ يستسلم للحقائق ولو كانت مرّة ؛بعبارة أُخرى: إنّ الجملة توضح وبعد ثلاث مراحل للاختبار أنَّ مهمّة هذين الرجلين كانت مُختلفة .