( وأمّا مَن آمن وعمل صالحاً فلهُ جزاءً الحسنى ) .
( وسنقول لهُ مِن أمرنا يُسراً ) .
أي أنّنا سنتعامل معهُ بالقول الحسن ،فضلا عن أنّنا سنخفف عنهُ ولا نجعلهُ يواجه المشاكل والصعاب ،بالإِضافة إلى أنّنا سوف لن نجبي مِنهُ ضرائب كثيرة .
والظاهر أنَّ ذا القرنين أراد مِن ذلك أن الناس سينقسمون مقابل دعوتي إلى التوحيد والإِيمان والنهي عن الظلم والفساد إلى مجموعتين ،الأُولى: هي المجموعة التي سترحب ببرنامجه الإِلهي ودعوته للتوحيد والإِيمان وهذه ستجزى بالحسنى وستعيش حياة آمنة ومطمئنة .أمّا الثّانية: فستتخذ موقفاً عدائياً مِن دعوة ذي القرنين وتقف في الجبهة المناوئة ،وتستمر في شركها وظلمها ،وتواصل فسادها .وهي لذلك ستعاقب نتيجة موقفها هذا أشدّ العقاب .
وبمقارنة قوله: ( مَن ظلم ) وقوله: ( مَن آمن وعمل صالحاً ) يتبيّن لنا أنَّ الظلم يعني هنا الشرك والعمل غير الصالح الذي يُعدُّ مِن ثمار شجرة الشرك المشؤومة .