إِلاّ أنّ زكريا سمع في جواب سؤاله قول الله سبحانه: ( قال كذلك قال ربّك هو علي هين ){[2344]} .
إِلاَّ أنَّ أمواج هذا القلق المتلاطمة هدأت بسرعة عند سماع كلام آخر من رسول الله إِليها ،فقد خاطب مريم بصراحة: ( قال كذلك قال ربّك هو علي هين )فأنت الواقفة على قدرتي والعالمة بها جيداً ..أنت التي رأيت ثمر الجنّة في فصل لا يوجد شبيه لتلك الفاكهة في الدنيا جنب محراب عبادتك .أنت التي سمعت نداء الملائكة حين شهدت بعفتك وطهارتك ..أنت التي تعلمين أنّ جدك آدم قد خلق من التراب ،فلماذا هذا التعجب من سماعك هذا الخبر ؟
ثمّ أضاف: ( ولنجعله آية للناس ورحمة منّا ) فنحن نريد أن نبعثه للناس رحمة من عندنا ،ونجعله معجزة ،وعلى كل حال ( وكان أمراً مقضياً ) .فلا مجال بعد ذلك للمناقشة .
/خ21