الآية التالية تبين سبب تعصّب هؤلاء وإعراضهم عن الانصياع لقول الحق تقول: ( وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الّذي يَنْعِقُ بِمَا يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاءً وَنِدَاءً ) .تقول الآية: إن مثلك في دعوة هؤلاء المشركين إلى الإيمان ونبذ الخرافات والتقليد الأعمى كَمن يصيح بقطيع الغنم ( لإنقاذهم من الخطر ) ولكن الأغنام لا تدرك منه سوى أصوات غير مفهومة .
أجل فهؤلاء الكفار والمشركين كالحيوانات والأنعام التي لا تسمع من راعيها الذي يريد لها الخير سوى أصوات مبهمة .
ثم تضيف الآية لمزيد من التأكيد والتوضيح أن هؤلاء ( صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ ){[231]} .
ولذلك يتمسكون بالتقاليد الخاطئة لآبائهم ،ويعرضون عن كل دعوة بنّاءة .
وقيل في تفسير الآية أيضاً إن معناها: مثل الذين يدعون أصنامهم وآلهتهم الكاذبة كالذي يدعو البهائم ،لا الحيوانات تفهم النداء ولا تلك الأصنام ،لأن هذه الأصنام صمّاء بكماء عمياء لا تعقل .
أكثر المفسرين على التّفسير الأوّل للآية ،والروايات الإِسلامية تؤيده ونحن على ذلك أيضاً .
/خ171