ثمّ أشارت الآية التالية إلى المعجزة المهمّة الثّانية لموسى ،فأمرته: ( واضمم يدك إِلى جناحك تخرج بيضاء من غير سوء آية أُخرى ){[2420]} .
وبالرغم من أنّ للمفسّرين في تفسير جملة ( واضمم يدك إِلى جناحك ...) أقوالا مختلفة ،إلاّ أنّه بملاحظة الآية ( 32 ) من سورة القصص ،والتي تقول: ( أسلك يدك في جيبك ) والآية ( 12 ) من سورة النمل ،والتي تقول: ( وأدخل يدك في جيبك ) سيستفاد أن موسى كان مأموراً أن يدخل يده في جيبه ويوصلها إِلى تحت إِبطه ،لأنّ الجناح في الأصل جناح الطير ،ويمكن أن تكون هنا إِشارة إِلى تحت الإِبط .
كلمة ( بيضاء ) من البياض ،وجملة ( من غير سوء ) إِشارة إِلى أن بياض يدك ليس نتيجة مرض البرص وأمثاله ،بدليل أن لها لمعاناً وبريقاً خاصاً يظهر في لحظة ويختفي في لحظة أُخرى .
إِلاّ أنّه يستفاد من بعض الرّوايات أنّ يد موسى قد صارت في تلك الحالة نورانية بشكل عجيب ،وإِذا كان كذلك فيجب أن نقبل أن لجملة ( من غير سوء )معنى آخر غير الذي قلناه ،أي إِن لها نورانية لا عيب فيها ،فلا تؤذي عيناً ،ولا يرى فيها بقعة سوداء ،ولا غير ذلك .
/خ23