فلمّا سمع فرعون هذا الجواب الجامع الجميل ،ألقى سؤالا آخر ( قال فما بال القرون الأُولى ) .وهناك بحث بين المفسّرين في مراد فرعون من هذه الجملة ،فقد أظهروا وجهات نظر مختلفة !
1فقال بعضهم: إنّ موسى( عليه السلام ) لمّا ذكر في آخر جملة من كلامه شمول العذاب الإلهي للمكذّبين بالتوحيد ،فإنّ فرعون سأل: إذن فلماذا لم يبتل أُولئك الأقوام المشركين الماضين ،بمثل هذا العذاب ؟
2وقال بعض: إنّ موسى لمّا قال: إنّ ربّ العالم هو ربّ الجميع ،سأل فرعون: فلماذا كان الأسلاف من قومنا وكلّ الأقوام الماضية مشركين ؟فهذا يبيّن أنّ الشرك وعبادة الأصنام ليس عملا خاطئاً !
3وقال آخرون: لمّا كان معنى كلام موسى هو أنّ الجميع سينال نتيجة أعماله في النهاية ،وسيُعاقب أُولئك الذين عصوا الأوامر الإلهيّة ،فسأل فرعون: فما هو مصير الأقوام الماضية الذين هلكوا واندثروا ؟