وأخيراً فإن ( بصرت بما لم يبصروا ) تشيرطبق التّفسير الأوّل إلى جبرئيل الذي كان قد تجلّى في هيئة فارسوربّما رآه بعض آخر لكنّهم لم يعرفوهإلاّ أنّها تشيروفقاً للتفسير الثّاني إلى ما كان لديه من معلومات خاصّة عن دين موسى ( عليه السلام ) .
وعلى كلّ حال ،فإنّ لكلّ واحد من هذين التّفسيرين أنصاراً ،وله نقاط واضحة أو مبهمة ،لكنكمحصّلة نهائيةيبدو أنّ التّفسير الثّاني هو الأفضل والأنسب من عدّة جهات ،خاصّة وأنّا نقرأ في حديث ورد في كتاب ( الاحتجاج ) إنّ أمير المؤمنين علياً ( عليه السلام ) لمّا فتح البصرة أحاط الناس بهوكان من بينهم «الحسن البصري » وقد جلبوا معهم ألواحاً يكتبون فيها ما يقوله أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) ،فقال له أمير المؤمنين بأعلى صوته: «ما تصنع ؟» قال: أكتب آثاركم لنحدّث بها بعدكم ،فقال أمير المؤمنين: «أما إنّ لكلّ قوم سامرياً ،وهذا سامري هذه الاُمّة !إلاّ أنّه لا يقول: لا مساس ،ولكنّه يقول: لا قتال »{[2451]} .
ويستفاد من هذا الحديث أنّ السامري كان رجلا منافقاً ،فإن توسّل لإغواء الناس وإضلالهم ببعض المطالب والمقولات الصحيحة التي تعلّمها سابقاً ،وهذا المعنى ينسجم والتّفسير الثّاني أكثر .
/خ98