الآية التالية تشرح كيفية التوبة الصحيحة ،فيقول تعالى: ( ومن تاب وعمل صالحاً فإنه يتوب إلى الله متاباً ){[2893]} .
يعني أن التوبة وترك الذنب ينبغي ألا تكون بسبب قبح الذنب ،بل ينبغيإضافة إلى ذلكأن يكون الدافع إليها خلوص النية ،والعودة إلى الله تبارك وتعالى .
لهذا فإنّ ترك شرب الخمر أو الكذب بسبب إضرارهما مثلا ،وإن كان حسناً ،لكنّ القيمة الأساس لهذا الفعل لا تتحقق إلاّ إذا استمدَّ من الدافع الربّاني .
بعض المفسّرين ذكروا تفسيراً آخر لهذه الآية ،وهو أن هذه الجملة جواب على التعجب الذي قد تسببه الآية السابقة أحياناً في بعض الأذهان ،وهو: كيف يمكن أن يبدل الله السيئات حسنات ؟!،فتجيب هذه الآية: حينما يؤوب الإنسان إلى ربه العظيم ،فلا عجب في هذا الأمر .
تفسير ثالث ذكر لهذه الآية ،وهو أن كلَّ من تاب من ذنبه فإنّه يعود إلى الله ،ومثوبته بلا حساب .
وبالرغم من عدم وجود منافاة بين هذه التفاسير الثلاثة ،لكن التّفسير الأوّل أقرب ،خاصّة وأنّه يتفق مع الرّواية المنقولة في تفسير علي بن إبراهيم القمي في ذيل هذه الآية .