/م63
71-{ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا}
أي: من رجع عن عمل الذنوب ،واستقام على عمل الأعمال الصالحة ،فقد حظي بالقبول والتوبة ،والرجوع إلى الله رجوعا صحيحا مقبولا ،ويا له من عمل عظيم ،حتى رأينا الخبر هو نفس المبتدأ ،تفخيما للموضوع وتعظيما ،أي: من تاب وعمل صالحا ،فقد تاب إلى إله كريم ،توبة نصوحا حرية وبالقبول ،وفي هذا التفخيم ورد الحديث الشريف: ( إنما الأعمال بالنيات ،وإنما لكل امرئ ما نوى ،فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ،ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه )29 .
روى مسلم في صحيحه: كتاب الإيمان ،باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها .1/177 .
عن أبي ذر- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إني لأعرف آخر أهل النار خروجا من النار ،وآخر أهل الجنة دخولا إلى الجنة ،يؤتى برجل فيقول: نحُّوا عنه كبار ذنوبه وسلوه عن صغارها ،قال: فيقال له: عملت يوم كذا ،كذا وكذا ،وعملت يوم كذا ،كذا وكذا ،فيقول: نعم .لا يستطيع أن ينكر من ذلك شيئا .فيقال: فإن لك بكل سيئة حسنة ،فيقول: يا رب ،عملت أشياء لا أراها هنا ) قال: فضحك رسول الله حتى بدت نواجذه30 .