وأخيراً بعد الانتهاء من هذا القِسمِ من قصة إبراهيم ،وكلماته مع قومه الضالين ،ودعائه ربَّه ،ووصفه ليوم القيامة ،يكرر الله آيتين مثيرتين بمثابة النتيجة لعباده جميعاً ،وهاتان الآيتان وردتا في ختام قصة موسى وفرعون ،كما وردتا في قصص الأنبياء الآخرين من السورة ذاتها فيقول: ( إنّ في ذلك لآيةً وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربّك لهو العزيز الرحيم ) ...
وتكرار هاتين الآيتين ،هو للتسرية عن قلب النّبي( صلى الله عليه وآله وسلم ) وتسليته ومن معه من الصحابة القلة وكذلك المؤمنين في كل عصر ومصر لئلا يستوحشوا في الطريق من قلة أهله وكثرة الأعداء ...وليطمئنوا إلى رحمة الله وعزته ،كما أن هذا التكرار بنفسه تهديد للغاوين الضالين .وإشارة إلى أنه لو وجدوا الفرصة في حياتهم وأمهلهم الله إمهالا فليس ذلك عن ضعف منه سبحانه ،بل هو من رحمته وكرمه !
/خ104