التّفسير
عاقبة قوم لوط:
إن قوم لوط الغارقين بالغرور والمتمادية بهم رياح الشهوة ،بدلا من أن يذعنوا لنصائح هذا القائد الإلهي ،فتدخل مواعظه في قلوبهم ويخلصوا من تلك الأمواج الرهيبة ،فإنهم نهضوا لمواجهتهِ و ( قالوا لئن لم تنتهِ يا لوط لتكونن من المخرجين ) ...
إن كلامك يُبلبل أفكارنا ،ويسلب اطمئناننا وهدوءنا ،فنحن غير مستعدين حتى للإصغاء إلى كلامك ...وإذا واصلت هذا الأسلوب ولم تنته منه ،فإنّ أقل ما تجزى به هو الإبعاد والإخراج من هذه الأرض ...
ونقرأ في مكان آخر من القرآن أن قوم لوط سعوا لتنفيذ تهديدهم ،وأمروا بإخراج لوط وأهله ،فقالوا: ( أخرجوهم من قريتكم إنّهم اُناس يتطهّرون ) .
إن فعل هؤلاء الضالّينبلغ بهم أن يعدوا التقوى والتطهر بينهم أكبر عيب ،وأن يفخروا بالرجس وعدم الطهارة ،وهذه هي العاقبة المشؤومة للمجتمع المسرع نحو الفساد !
ويستفاد من عبارة ( لتكونن من المخرجين ) أنّ هذه الجماعة الفاسدة كانوا قد أخرجوا أناسا طاهرين من حيّهم فهدّدوا لوطاً بهذا الأمر أيضاً ،وهو أنه إذا لم تنته فستنال ما ناله سواك من الإبعاد والإخراج ...
وقد صُرّح في بعض التفاسير أنّهم كانوا يُخرجون المتطهرين من القرية بأسوأ الحال{[2951]} ...
إلاّ أنّ لوطاً لم يكترث بتهديدهم ،وواصل نصحه لهم و ( قال إنّي لعملكم من القالين ) .