ثمّ إن الشعراء عادةً هم رجال خطابة وجماهير لا أبطال قتال ،وكذلك أصحاب أقوال لا أعمال ،لذلك فإنّ الآية التالية تضيف فتقول عنهم: ( وأنّهم يقولون ما لا يفعلون ) .
غير أن النّبي الكريم( صلى الله عليه وآله وسلم ) رجل عمل من قرنه إلى قدمه ،وقد اعترف بعزمه الراسخ واستقامته العجيبة حتى أعداؤه ،فأين الشاعر من النّبي( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟!
وممّا تقدم من الأوصاف التي ذكرها القرآن عن الشعراء ،يمكن أن يقال بأن القرآن وصفهم بثلاث علامات:
الأُولى: أنّهم يتبعهم الغاوون الضالون ،ويفرّون من الواقع ،ويلجاؤون إلى الخيال .
والثّانية: أنّهم رجال لا هدف لهم ،ومتقلّبون فكريّاً ،وواقعون تحت تأثير العواطف !
والثّالثة: أنّهم يقولون مالا يفعلون ...وحتى في المجال الواقعي لا يطبقون كلامهم على أنفسهم ...
إلاّ أنه لا شيء من هذه الأوصاف يصدق على النّبي ،فهو في الطرف المقابل لها تماماً !