وأخيراً تعبّأ موسى بأقوى سلاحمن المعاجزفجاء إلى فرعون وقومه يدعوهم إلى الحق ،كما يصرح القرآن بذلك في آيته التالية ( فلما جاءَتهم آياتنا مبصرةً قالوا هذا سحرٌ مبين ) .
و معلوم أنّ هذا الاتهام «بالسحر » لم يكن خاصّاً بموسى( عليه السلام ) ،بل اتّخذه المعاندون ذريعة بوجه الأنبياء ،ليجعلوه سدّاً في طريق الآخرين ،والاتهام بنفسه دليل واضح على عظمة ما يصدر من الأنبياء خارقاً للعادة ،بحيث اتّهموه بالسحر .
مع أنّنا نعرف أن الأنبياء كانوا رجالا صالحين صادقين طلاّب حق مخلصين ،أمّا السحرة فهم منحرفون ماديّون تتوفر فيهم جميع صفات المدلّسين «أصحاب التزوير » .
وإضافة إلى ذلك فإن السحرة كانت لديهم قدرة محدودة على الأعمال الخارقة ،إلاّ أنّ الأنبياء فقد كان محتوى دعوتهم ومنهاجهم وسلوكهم يكشف عن حقانيتهم ،وكانوا يقومون بأعمال غير محدودة ،بحيث كان ما يقومون به معجزاًلا يشبه سحر السحرة أبداً .