/م121
في البدء تشير الآية الأُولى إلى خروج النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من المدينة لإختيار المحل الذي يعسكر فيه عند «أُحد » وتقول ( وإذا غدوت من أهلك تبوىء المؤمنين مقاعد للقتال ) .
أي واذكر عندما خرجت غدوة من المدينة تهيئ للمؤمنين مواطن للقتال لغزوة «أُحد » .
في ذلك اليوم آراء مختلفة وكثيرةكما ستعرفها قريباًحول الموطن الذي ينبغي أن يعسكر فيه المسلمون ،بل وكيفية مقابلة الأعداء القادمين ،وأنه يتعيَّن عليهم أن يتحصنوا بالمدينة ،أو يخرجوا إليهم ويحاربوهم خارجها .
ولقد كان هناك خلاف شديد في الرأي بين المسلمين في هذه الأمور ،فاختار النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بعد المشاورة رأي الأغلبية ،والتي كانت تتألففي الأكثر من الشباب المتحمسين ،وهو الخروج من المدينة ومقاتلة العدو خارجها ،بعد الاستقرار عند جبل «أُحد » .
ومن الطبيعي أن يكون هناك بين المسلمين من كان يخفي أشياء وأُموراً يحجم عن الإفصاح بها لعلل خاصة ،ومن الممكن أن تكون عبارة ( والله سميع عليم ) ناظرة إلى هذه الأُمور المكنونة ،فهو سبحانه سميع لما يقولون ،عليم بما يضمرون .
/خ122