/م166
ولذلك جاء في القسم الأول من الآية الأُولى ( وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله ) أي أن ما أصابكم يوم تقاتل المسلمون والمشركون فهو بإذن الله ومشيئته وإرادته لأن لكلّ ظاهرة في عالم الكون المخلوق لله سبحانه سبباً خاصّاً وعلّة معيّنة .
وأساساً إن هذا العالم عالم مقنن يجري وفق قانون الأسباب والمسببات ،وهذه حقيقة ثابتة لا تتغير .
وعلى هذا الأساس إذا وهنت جماعة في الحرب ،وتعلقت بالدنيا وحطامها ،والثروة وجواذبها ،وتجاهلت أوامر قائدها المحنك الرؤوف كانت محكومة بالهزيمة والفشل ،وهذا هو المقصود من إذن الله ،فإذن الله ومشيئته هي تلك القوانين التي أرساها في عالم الكون ودنيا البشر .