( وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله ) قال الأستاذ الإمام:أي لا عجزا في القدرة ولا قهرا للإرادة .وهذا صريح في أن قدرته لا يمنعها وجود الرسول فيهم .أقول:أي وكل ما أصابكم أيها المؤمنون يوم التقى جمعكم بجمع المشركين في أحد فهو بإذن الله أي إرادته الأزلية وقضائه السابق بأن تكون السنن العامة في الأسباب والمسببات مطردة فكل عسكر يخطئ الرأي ويعصي القائد ويخلي بين العدو وبين ظهره ، يصاب بمثل ما أصبتم أو بما هو أشد منه .هذا هو معنى ما يروى عن ابن عباس رضي الله عنهما من تفسير الإذن هنا بقضاء الله وحكمه وفيه تسلية للمؤمنين كما قيل وعبرة وعلم عال يجلي لهم قوله السابق في هذا السياق ( قد خلت من قبلكم سنن ) وذهب بعض المفسرين إلى أن الإذن هنا عبارة عن التخلية وعدم المعارضة والمنع على سبيل المجاز أي أنه تعالى لم يمنع المشركين من الإيقاع بالمؤمنين بعناية خاصة منه لأنهم لم يستحقوا تلك العناية منه سبحانه وقد فشلوا في الأمر وعصوا الرسول فقد وقع ذلك لأنه تعالى أذن به وأراده ( وليعلم المؤمنين ) أي حالهم من قوة الإيمان وضعفه والاستفادة من المصائب حتى لا يعودوا إلى أسبابها والعلم بسنن الله عندما يظهر فيهم حكما في الشدة والبأس أي ليظهر علمه بذلك ويترتب عليه مقتضاه .وقد تقدم الكلام على التعليل بالعلم فارجع إلى تفسير قوله تعالى:( وليعلم الذين آمنوا ) من هذا السياق فما هو ببعيد فالتعليل الأول المأخوذ من قوله:( فبإذن الله ) لبيان السبب والتعليل الثاني لبيان الحكمة والفائدة في ذلك وعطف عليه قوله عز وجل .