/م1
أجل ،يفرحون ( بنصر الله ...ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم ) .
ولكن ما المراد من فرح المؤمنون ؟!
قال جماعة: المراد منه فرحهم بانتصار الروم ،وإن كانوا في صفوف الكفار أيضاً ،إلاّ أنّهم لكونهم لديهم كتاب سماوي فانتصارهم على المجوس يعدّ مرحلة من انتصار «التوحيد » على «الشرك » .
وأضاف آخرون: إن المؤمنين إنّما فرحوا لأنّهم تفألوا من هذه الحادثة فألا حسناً ،وجعلوها دليلا على انتصارهم على المشركين .
أو أن فرحهم كان لأنّ عظمة القرآن وصدق كلامه المسبق القاطعبنفسهانتصار معنوي للمسلمين وظهر في ذلك اليوم .
ولا يبعد هذا الاحتمال وهو أن انتصار الروم كان مقارناً مع بعض انتصارات المسلمين على المشركين ،وخاصة أن بعض المفسّرين أشار إلى أن هذا الانتصار كان مقارناً لانتصار بدر أو مقارناً لصلح الحديبية .وهو بنفسه يعدّ انتصاراً كبيراً ،وخاصة إن التعبير بنصر الله أيضاً يناسب هذا المعنى .
والخلاصة: إنّ المسلمين «المؤمنين » فرحوا في ذلك اليوم لجهات متعددة:
1من انتصار أهل الكتاب على المجوس ،لأنّه ساحة لانتصار الموحدين على المشركين .
2من الانتصار المعنوي لظهور إعجاز القرآن .
3ومن الانتصار المقارن لذلك الانتصار ،ويحتمل أن يكون صلح الحديبية ،أو بعض فتوحات المسلمين الأُخر !.
/خ7