/28
ثمّ تتناول الآية التالية بيان موقع نساء النّبي أمام الأعمال الصالحة والطالحة ،وكذلك مقامهنّ الممتاز ،ومسؤولياتهنّ الضخمة بعبارات واضحة ،فتقول: ( يا نساء النّبي من يأت منكنّ بفاحشة مبيّنة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيراً ) .
فأنتنّ تعشن في بيت الوحي ومركز النبوّة ،وعلمكنّ بالمسائل الإسلامية أكثر من عامّة الناس لارتباطكن المستمر بالنّبي ( صلى الله عليه وآله ) ولقائه ،إضافةً إلى أنّ الآخرين ينظرون إليكنّ ويتّخذون أعمالكنّ نموذجاً وقدوة لهم .بناءً على هذا فإنّ ذنبكنّ أعظم عند الله ،لأنّ الثواب والعقاب يقوم على أساس المعرفة ،ومعيار العلم ،وكذلك مدى تأثير ذلك العمل في البيئة ،فإنّ لكُنَّ حظّاً أعظم من العلم ،ولكُنّ موقع حسّاس له تأثيره في المجتمع .
ويضاف إلى ذلك أنّ مخالفتكنّ تؤذي النّبي ( صلى الله عليه وآله ) من جهة ،ومن جهة اُخرى توجّه ضربة إلى كيانه ومركزه ،ويعتبر هذا بحدّ ذاته ذنباً آخر ،ويستوجب عذاباً آخر .
والمراد من «الفاحشة المبيّنة » الذنوب العلنية ،ونعلم أنّ المفاسد التي تنجم عن الذنوب التي يقترفها اُناس مرموقون تكون أكثر حينما تكون علنية .
ولنا بحث في مورد «الضعف » و «المضاعف » سيأتي في البحوث .
أمّا قوله عزّ وجلّ: ( وكان ذلك على الله يسيراً ) فهو إشارة إلى أن لا تظنّن أنّ عذابكنّ وعقابكنّ عسير على الله تعالى ،وأنّ علاقتكنّ بالنّبي ( صلى الله عليه وآله ) ستكون مانعة منه ،كما هو المتعارف بين الناس حيث يغضّون النظر عن ذنوب الأصدقاء والأقرباء ،أو يعيرونها أهميّة قليلة ..كلاّ ،فإنّ هذا الحكم سيجري في حقّكنّ بكلّ صرامة .
/خ31