والآية الأُخرى بيان لإِحدى علل التآمر ،فتقول: ( أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم ) ؟فإن الأمر ليس كذلك ،إذ نحن نسمع ورسلنا: ( بلى ورسلنا لديهم يكتبون ) .
«السر » هو ما يضمره الإِنسان في قلبه ،أو ما يودعه من أسراره لدى إخوانه وأصدقائه ،و«النجوى » هي الهمس في الأذن .
نعم ،فإن الله سبحانه لا يسمع نجواهم وهمسهم فيما بينهم فحسب ،بل يعلم ما يضمرونه في أنفسهم أيضاً ،فإن السر والعلن لديه سواء .
والملائكة المكلفون بتسجيل أعمال البشر وأقوالهم يكتبون هذه الكلمات في صحائف أعمالهم دائماً ،وإن كانت الحقائق بدون ذلك واضحة أيضاً ،ليروا جزاء أعمالهم وأقوالهم ومؤامراتهم في الدنيا والآخرة .