وبعد إشكالهم الأوّل على نبوّة النّبي محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهو كيف يكون النّبي بشراً ؟!كان لهم إشكال آخر على محتوى دعوته ووضعوا أصابع الدهشة على مسألة أخرى كانت عندهم أمراً غريباً وهي ( أإذا متنا وكنّا تراباً ذلك رجع بعيد ){[4638]} .
وعلى كلّ حال ،كانوا يتصوّرون أنّ العودة للحياة مرّة اُخرى بعيدة لا يصدّقها العقل ،بل كانوا يرونها محالا ويعدّون من يقول بها ذا جنّة !كما نقرأ ذلك في الآيتين 7 و8 من سورة سبأ إذ: ( قال الذين كفروا هل ندلّكم على رجل ينبئكم إذا مزّقتم كلّ ممزّق إنّكم لفي خلق جديد أفترى على الله كذباً أم به جنّة ) .
ولم يكن هذا الإشكال الذي أوردوه على النّبي هنا فحسب ،بل أشكلوا عليه به عدّة مرّات وسمعوا ردّه عليهم ،إلاّ أنّهم كرّروا عليه ذلك عناداً .