ومن الواضح أنّ قوم ثمود قد جعلوا أمام امتحان عسير ،حيث يستعرض سبحانه هذا الاختبار لهم بقوله: ( ونبئّهم أنّ الماء قسمة بينهم كلّ شرب محتضر ){[4873]} يوم لهم ويوم للناقة .
ومع أنّ القرآن الكريم لم يوافنا بتفاصيل أكثر حول هذا الموضوع ،ولكن كما يذكر الكثير من المفسّرين فإنّ ناقة صالح ( عليه السلام ) كانت تشرب كلّ الماء يوم يكون شربها ،ويعتقد البعض الآخر أنّ هيئتها ووضعها كانا بشكل يدفع الحيوانات إلى الفرار من الماء عندما تقترب الناقة نحوه ،ولذلك فإنّهم اقترحوا حلا وهو: أن يكون الماء يوماً لهم وآخر للناقة .
وعلى كلّ حال فإنّ هؤلاء القوم وقعوا في مضيقة من ناحية الماء ،ولم يطيقوا وجود الناقة ومشاطرتها لمائهم يوماً كاملا خصوصاً ما يحتمله بعض المفسّرين من شحّة الماء في القرية ( مع العلم أنّ هذا لا يتناسب مع ما ذكر في الآيات ( 146148 ) من هذه السورة ،حيث المستفاد من هذه الآيات أنّ هؤلاء القوم كانوا يعيشون في أرض مليئة بالبساتين والعيون ) .
وعلى كلّ حال فإنّ قوم ثمود المتمردّين عقدوا العزم على قتل الناقة ،في الوقت الذي حذّرهم نبيّهم صالح ( عليه السلام ) من مسّها بسوء ،وأخبرهم بأنّ العذاب الإلهي سيقع عليهم بعد فترة وجيزة إن فعلوا ذلك .