الآية التّالية ومن أجل توكيد هذا الموضوع تشير إِلى أنّ الله سبحانه يوضح آياته وأوامره توضيحاً بيّناً لكي يتبيّن طريق الباحثين عنه والمطيعين له ،كما يتبيّن طريق الآثمين المعاندين من أعداء الله: ( وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين ){[1192]} .
من الواضح في هذه الآية أنّ «المجرم » ليس كل مذنب ،لأنّ رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم )مكلّف في هذه الآية أن يتقبل المذنبين الذين يقبلون عليه ،مهما يكن جرمهم الذي ارتكبوه عن جهل ،وعليه فان المجرمين هنا هم أُولئك المذنبون المعاندون الذين لا يستسلمون للحق .
أي بعد هذه الدعوة العامّة إِلى الله ،التي تشمل حتى المجرمين النادمين يتّضح بشكل كامل طريق المعاندين الذين لا يرجعون عن عنادهم .