/م175
والآية الأخيرة تحذّر الإنسان وتؤكّد له أن الخلاص من مثل هذا الانحراف وما يكيده الشياطين لا يمكن إلاّ بتوفيق وتسديد من الله عز وجل ( من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فأُولئك هم الخاسرون ) .
وتقدم كرّات بأنّ ( الهداية ) و( الإِضلال ) الإِلهيين لا يعدان إجباراً ولا بدون حساب أو دليل ،ويقصد بهما إعداد الأرضية للهداية وفتح سبلها أو إيصادها ،وذلك بسبب الأعمال الصالحة أو الطالِحة التي صدرت من الإنسان من قبْل ،وعلى أية حال فالتصميم النهائي بيد الإنسان نفسه ...
فبناءً على هذا فإنّ الآية محل البحث تنسجم مع الآيات المتقدمة التي تذهب إلى أصل حرية الإِرادة ...ولا منافاة بين هذه الآية وتلكم الآيات بتاتاً ...