/م59
ولقد جابه نوح( عليه السلام ) تعنتهم وخشونتهم بلحن هادئ ولهجة متينة تطفح بالمحبّة والرحمة ،فقال في معرض الردّ عليهم: أنا لست بضال ،بل ليست فيّ أية علامة للضلال ،ولكنّي مرسل من الله ( قال يا قوم ليس بي ضلالة ولكنّي رسول الله من ربّ العالمين ) .
وهذه إشارة إلى أنّ الأرباب التي تعبدوها وتفترضون لكل واحد منها مجالا للسيادة والحاكمية ،مثل إله البحر ،إله السماء ،إله السلام والحرب ،وما شاكل ذلك ،كله لا أساس لها من الصحة ،ورب العالمين ما هو إلاّ الله الواحد الذي خلقها جميعاً وأوجدها من العدم .