/م73
فيقول تعالى في البداية: ( وإلى ثمود أخاهم صالحاً ) .
وقد مر بيان العلة في إطلاق لفظة «الأخ » على الأنبياء عند تفسير الآية ( 65 ) من نفس هذه السورة في قصة هود .
ولقد كانت أوّل خطوة خطاها نبيّهم صالح في سبيل هدايتهم ،هي الدعوة إلى التوحيد ،وعبادة الله الواحد ( قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من آله غيره ) .
ثمّ أضاف: إنّه لا يقول شيئاً من دون حجة أو دليل ،بل قد جاء إليهم ببيّنة من ربّهم ( قد جاءتكم بيّنة من ربّكم هذه ناقة الله لكم آية ) .
و«النّاقة » أنثى الإبل ،وقد أشير إلى ناقة صالح في سبعة مواضع من القرآن الكريم{[1415]} .
وأمّا حقيقة هذه الناقة ،وكيف كانت معجزة صالح الساطعة ،وآيته المفحمة لقومه ،فذلك ما سنبحثه في سورة هود ،في ذيل الآيات المرتبطة بقوم ثمود بإذن الله .
على أنّه ينبغي الالتفات إلى أنّ إضافة «الناقة » إلى «الله » في الآيات الحاضرة من قبيل الإضافة التشريفيةكما هو المصطلحفهي إشارة إلى أنّ هذه الناقة المذكورة لم تكن ناقة عادية ،بل كانت لها ميزات خاصّة .
ثمّ إنّه يقول لهم: اتركوا الناقة تأكل في أرض الله ولا تمنعوها ( فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب أليم ) .
وإضافة الأرض إلى «الله » إشارة إلى أنّ هذه الناقة لا تزاحم أحداً ،فهي تعلف من علف الصحراء فقط ،ولهذا يجب أن لا يزاحموها .