ويضيف في الآية الأُخرى: ( إلاّ بلاغاً من اللّه ورسالاته ){[5509]} ،وقد مرّ ما يشابه هذا التعبير مراراً في آيات القرآن الكريم ،كما في الآية ( 92 ) من سورة المائدة: ( إنّما على رسولنا البلاغ المبين ) .
وكذا في الآية ( 188 ) من سورة لأعراف: ( قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضرّاً إلاّ ما شاء اللّه ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلاّ نذير وبشير لقوم يؤمنون ) .
وقيل أيضاً في تفسير هذه الآية: إنّ المعنى: قل لن يجيرني من اللّه أحد إلاّ تبليغاً منه ومن رسالاته ،أي إلاّ أن أمتثل ما أمرني به من التبليغ منه تعالى{[5510]} .
وأمّا عن الفرق بين «البلاغ » و «الرسالات » فقد قيل: إنّ البلاغ يخص اُصول الدين ،والرسالات تخصّ بيان فروع الدين .
وقيل المراد من إبلاغ الأوامر الإلهية ،والرسالات بمعنى تنفيذ تلك الأوامر ،ولكن الملاحظ أنّ الاثنين يرجعان إلى معنى واحد ،بقرينة الآيات القرآنية المتعددة: وكقوله تعالى في الآية ( 62 ) سورة الأعراف فيقول: ( أبلغكم رسالات ربّي ) وغيرها من الآيات ،ويحذر في نهاية الآية فيقول: ( ومن يعص اللّه ورسوله فإنّ له جهنم خالدين فيها أبداً ) .
الواضح أنّ المراد فيها ليس كلّ العصاة ،بل المشركون والكافرون لأنّ مطلق العصاة لا يخلدون في النّار .
/خ24