ثمّ يبيّن الهدف النهائي لهذا الأمر المهم والشاق فيقول: ( إنّا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً .)
ذكر المفسّرون في القول الثقيل أقوالاً مختلفة ،لكن الملاحظ أن ثقل القول يراد به القرآن المجيد بأبعاده المختلفة ...ثقيل بلحاظ المحتوى ومفاهيم الآيات .
ثقيل بلحاظ حمل على القلوب له لما يقوله القرآن: ( لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية اللّه ){[5520]} .ثقيل بلحاظ الوعد والوعيد وبيان المسؤوليات .
ثقيل بلحاظ التبليغ ومشاكل طريق الدعوة .
وثقيل في ميزان العمل وفي عرصة القيامة ،وبالتالي ثقيل بلحاظ تخطيطه وتنفيذه بشكل تام .
نعم ،وإن قراءة القرآن وإن كانت سهلة وجميلة ومؤثرة ،ولكن تحقق مفاده ليس بأسهل اليسير بالخصوص في أوائل الدعوة النّبوية في مكّة حيث الظلام والجهل وعبادة الأصنام والخرافات ،إذ أنّ الأعداء المتعصبين القساة كانوا قد تكاتفوا ضد الرّسول( صلى الله عليه وآله وسلم ) ،ولكن الرّسول( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأصحابه القلائل استطاعوا أن يتغلبوا على كل تلك المشاكل باستمدادهم من تربية القرآن ،والاستعانة بصلاة الليل ،وبالاستفادة من قربهم من ذات اللّه المقدسة ،واستطاعوا بذلك حمل هذا القول الثقيل والوصول إلى مرادهم .
/خ5