/م52
ثمّ توضح الآية التالية أصل هذا الموضوع فتقول: ( ذلك بأنّ الله لم يك مغيراً نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) .
وبعبارة أُخرى: إنّ الرحمة الرّبانيّة عامّة تسع جميع الخلق ،لكنّها تبلغُ الناس وتصل إليهم بما يناسب كفاءتهم وشأنهم ،فإنّ الله سبحانه يغدق مبتدئاً بنعمه الماديّة والمعنويّة على جميع الأُمم ،فإذا استفادوا من تلك النعم في السير نحو الكمال والاستمداد منها في سبيل الحق تعالى والشكر على نعمائه ،بالإِفادة منها إفادةً صحيحة ،فإنّ الله سبحانه سيثّبت نعماءه ويزيدها .أمّا إذا استغلت تلك المواهب في سبيل الطغيان والانحراف والعنصرية ،وكفران النعمة والغرور والفساد ،فإنّ الله سيسلبهم تلك النعم أو يُبدلها إِلى بلاء ومصيبة ،بناءً على ذلك فإنّ التغيير يكون من قِبلنا دائماً ،وإلاّ فإنّ النعماء الإِلهية لا تزول !...