/م38
ثمّ تقول الآية مخاطبة إِيّاهم بلهجة الملامة: ( أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلاّ قليل ) .
فكيف يتسنى للإِنسان العاقل أن يساوم مساومة الخُسران ،وكيف يعوّض متاعاً غالياً لا يزول بمتاع زائل لا يعد شيئاً ؟!
ثمّ تتجاوز الآية مرحلة الملامة والعتاب الى لهجة أشدّ وأسلوب تهديديّ جديد ،فتقول: ( إِلاّ تنفروا يعذبكم عذاباً أليماً ) .
فإِذا كنتم تتصورون أنّكم إِذا توليتم وأعرضتم عن الذهاب الى سوح الجهاد ،فإنّ عجلة الإِسلام ستتوقف وينطفئ نور الإِسلام ،فأنتم في غاية الخطأ والله غني عنكم ( ويستبدل قوماً غيركم ) قوماً أفضل منكم من كل جهة ،لا من حيث الشخصيّة فحسب ،بل من حيث الإِيمان والإِرادة والشهامة والاستجابة والطاعة ( ولا تضرّوه شيئاً ) .
وهذه حقيقة وليست ضرباً من الخيال أو أمنية بعيدة المدى ،فالله عزيز حكيم ( والله على كل شيء قدير ) .
/خ39