قوله تعالى{ولو شاء ربّك لجعل الناس أمّة واحدة ولا يزالون مُختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم} .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله:{ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة} يقول: لجعلهم مسلمين كلهم .
قال ابن كثير: يخبر تعالى أنه قادر على جعل الناس كلهم أمة واحدة من إيمان أو كفران كما قال تعالى:{ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا} .
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد:{ولا يزالون مختلفين} ،قال: أهل الباطل{إلا من رحم ربك} ،قال: أهل الحق .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله:{ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك} ،فأهل رحمة الله أهل جماعة ،وإن تفرقت دورهم وأبدانهم .وأهل معصيته أهل فرقة ،وإن اجتمعت دورهم وأبدانهم .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله:{ولذلك خلقهم} قال: خلقهم فريقين ،فريقا يرحم فلا يختلف ،وفريقا لا يرحم يختلف ،وذلك قوله:{فمنهم شقي وسعيد} سورة هود: 105 .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة:{ولذلك خلقهم} قال: للرحمة خلقهم .
قوله تعالى{وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين} .
قال البخاري: حدثنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم ،حدثنا يعقوب ،حدثنا أبي ،عن صالح بن كيسان ،عن الأعرج ،عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"اختصمت الجنة والنار إلى ربهما ،فقالت الجنة: يا رب ما لها لا يدخلها إلا ضعفاء الناس وسقطهم ،وقالت النار يعني: أوثرت بالمتكبرين ،فقال الله تعالى للجنة: أنتِ رحمتي ،وقال للنار: أنتِ عذابي ،أصيبُ بكِ من أشاء ولكل واحدة منكما ملؤها ،قال فأما الجنة فإن الله لا يظلم من خلقه أحدا وإنه ينشئ للنار من يشاء فيلقون فيها فتقول: هل من مزيد .ثلاثا ،حتى يضع فيها قدمه فتمتلئ ويرد بعضها إلى بعض وتقول: قط قط قط ".
( الصحيح13/443-444ح7449-ك التوحيد ،ب ما جاء في قول الله تعالى{إن رحمة الله قريب من المحسنين} ) ،وأخرج مسلم ( الصحيح-ك الجنة ،ب النار يدخلها الجبارون ...) .
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد: قوله:{وجاءك في هذه الحق} وجاءك في هذه السورة .
وانظر سورة الفرقان آية ( 32 ) .