/م116
118{وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ...}
أي: ولو شاء ربكأيها الرسول الكريم ،الحريص على إيمان قومهأن يجعل الناس جميعا أمة واحدة ،مجتمعة على الدين الحق ؛لجعلهم ،ولكنه سبحانه لم يشأ ذلك ولم يرده ،بل خلقهم وأودع فيهم العقل ،وأعطاهم الاختيار ،ووضح لهم الطريق ،وأقام الحجة بإرسال الرسل ؛حتى تكون عقيدتهم وعملهم بكسبهم واختيارهم وبذلك تكون هناك عدالة ؛حيث يكون الجزاء من جنس العمل ،فمن اختار الهدى وآثر الباقية على الفانية ؛فله حسن الجزاء ،ومن آثر الهوى والضلال ؛جوزي من جنس عمله .
{وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ} .
أي: ولا يزال الناس مختلفين ،بعضهم على الحق وبعضهم على الباطل .
قال تعالى:{ونفس وما سواها * فألهمها فجورها وتقواها * قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها} .( الشمس: 710 ) .
وفي معنى الآية يقول الله تعالى:
{ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين} .( يونس:99 ) .