قوله: ( وعلى الله قصد السبيل ) القصد ،مصدر قصد يقصد .وهو الوجه الذي يؤمه السالك لا يعدل عنه .أو هو استقامة الطريق ،أو الرشد{[2499]} وأل ،في ( السبيل ) للعهد ،وهي سبيل الشرع وليست للجنس .والمعنى: وعلى الله تبيين طريق الهدى وذلك بنصب الأدلة وبعث المرسلين هداة للعالمين .وقال ابن عباس: معناه بيان قصد السبيل ؛أي بيان الهدى من الضلال .
قوله: ( ومنها جائر ) الضمير عائد على السبيل ؛أي ومن السبيل جائر ،يعني عادل من المحجة ،منحرف عن الحق .وقيل: المراد بذلك فِرق الضلال من أمة محمد ( ص )؛فإنه جائر عن قصد السبيل .
قوله: ( ولو شاء لهداكم أجمعين ) أي لهداكم قسرا وإلجاء ؛فالله قادر على فعل ما يشاء من هداية أو إضلال .وهو سبحانه لا يهدي أو يضل إلا لحكمة لا يعلمها إلا هو{[2500]} .