/م3
المفردات:
وعلى الله قصد السبيل:أي:وعليه السبيل القصد ، أي:المعتدل ، فإن قصد ،يقصد ، قصدا ، أي:استقام واعتدل ، ومنه الاقتصاد ، أي:الاعتدال والتوسط ، جاء في تفسير المراغي: يقال:سبيل قصد وقاصد ، إذا أدّاك إلى مطلوبك .
ومنها جائر:أي:ومن السبل مائل عن المحجّة ، منحرف عن الحق .
تسيمون:ترعون ماشيتكم .
{وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر ولو شاء لهداكم أجمعين} .
القصد:الاستقامة ،والسبيل:الطريق ،وقصد السبيل على تقدير مضاف ،أي:وعلى الله بيان:الطريق المستقيم ،وهو طريق الإسلام .
وهو من إضافة الصفة إلى الموصوف ؛ فالله سبحانه بحكمته العالية ، بين للناس:الطريق المستقيم ، وهو طريق الهدى وطاعة الرحمان ، وإتباع الإسلام ،والإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله ، ومن السبل والطرق طرق جائرة مائلة عن الاستقامة منحرفة عن الجادة ، وهي كل طريق تخالف ما جاء به خاتم الرسل صلى الله عليه وسلم من عقائد وشرائع وآداب ، فالطريق القصد المستقيم ، يوصل إلى الإسلام ، والطريق الجائر المنحرف ، يوصل إلى الكفر والضلال ، وفي هذا المعنى قال تعالى:{وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله}( الأنعام:153 ) .
{ولو شاء لهداكم أجمعين} . لو أراد الله تعالى أن يهديكم جميعا إلى الإسلام لهداكم ، أي:لأجبركم على الهدى كالملائكة ، وهم عباد مكرمون ،{لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون} ( التحريم:6 ) .
لكنه أراد سبحانه أن يخلق للإنسان العقل والإرادة والاختيار ، وحرية الفكر والتصرف ، فمن اختار طريق الهدى ؛ أعانه عليه ، ويسره له ، وأمدّه بالمعونة والتوفيق ، ومن اختار طريق الضلال والانحراف ، وآثر الهوى على الهدى ؛تركه الله ضالا متحيرا ، وبذلك تكون هناك عدالة الجزاء يوم القيامة ، قال تعالى:{فأما من طغى*وآثر الحياة الدنيا*فإن الجحيم هي المأوى*وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى*فإن الجنة هي المأوى} ( النازعات:37 41 ) .
وقال عز شأنه:{ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا ...} ( يونس:99 ) .
وقال عز شأنه:{ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين* إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم ...}( هود:119 ، 118 ) .
وقال تعالى:{إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا*إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا}( الإنسان:3 ، 2 ) .