/م3
المفردات:
ذرأ:خلق ، يقال:ذرأ يذرأ .
ألوانه:أصنافه .
التفسير:
{هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون} .
تستمر هذه الآيات في بيان:نعم الله تعالى على عباده ، أي:إن الذي أنعم عليكم بالنعم السابقة ، وسخر لكم الأنعام والخيل وسائر البهائم لمنافعكم ، هو الذي أنزل المطر من السماء عذبا زلالا تشربون منه ، وتسقون أشجاركم وزروعكم ، التي تسيمون فيها أنعامكم ، وفيها ترعى حيواناتكم وماشيتكم .
قال الفخر الرازي:
والحاصل:أن ماء المطر قسمان:
أحدهما:هو الذي جعله الله شرابا لنا ولكل حيّ ، والمراد بقوله:{لكم منه شراب} . وقد بين الله تعالى في آية أخرى:أن هذه النعمة جليلة فقال:{وجعلنا من الماء كل شيء حي}( الأنبياء:30 ) .
والقسم الثاني:من المياه النازلة من السماء ما يجعله الله سببا لتكوين النبات ،وإليه الإشارة بقوله:{ومنه شجر فيه تسيمون} . والمراد من الشجر:الكلأ والعشب .
قال الزجاج:كل ما نبت على الأرض فهو شجر ، وقال ابن قتيبة في هذه الآية ، المراد من الشجر:الكلأ ، وقيل:إن الإبل تقدر على رعي ورق الأشجار الكبار . اه .
ويمكن أن يطلق الشجر على الأشجار والنباتات ، وأتى سبحانه بلفظ في المفيدة للظرفية ، في قوله تعالى:{فيه تسيمون} ؛ للإشارة إلى أن الرعي في هذا الشجر ، قد يكون عن طريق أكل ما تحته من الأعشاب والمرعى .