/م3
{ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات} .
أي:ينبت لكم بماء المطر الزرع . كالقمح والشعير ،والذرة والفول والعدس ،وغير ذلك من الأغذية .
{والزيتون} . الذي تستعملونه إداما في أغذيتكم .
{والنخيل} . الذي يخرج التمر بأنواعه ،{والأعناب} . التي تتلذذون بها ،وفي العنب غذاء وفاكهة وتنعم .
{ومن كل الثمرات} . التي تشتهونها وتنتفعون بها ،والتي تختلف في أنواعها ،وفي مذاقها ،وفي روائحها ،وفي ألوانها ،مع أن الماء الذي سقيت به واحد ،والأرض التي تنبت فيها متجاورة .
{إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون} .
أي:إن فيما ذكر من إنزال الماء ،وإنبات أصناف الزروع والنخيل ،والأعناب والثمرات ،على اختلاف أنواعها وألوانها وأحجامها ،لدلائل على قدرة إله قادر ،قد أكمل نظام هذا الكون ،وسخر الشمس والقمر والليل والنهار ،والهواء والتراب والماء ؛حتى يتكامل نظام الكون ،ويتيسر لهذا النبات النمو والنضج ،وإفادة الإنسان والحيوان .
فمن فكر في أن الحبة والنواة تقع في الأرض ،وتصل إليها نداوة تنفذ فيها ،فينشق أسفلها ،فيخرج منه عروق تنبسط في أعماق الأرض ،ويخرج منها ساق ينمو ،وتخرج فيه الأوراق والأزهار ،والحبوب والثمار المختلفة الأشكال ،والألوان والخواص ؛علم أن من هذه آثاره ؛لا يمكن أن يشبهه شيء في صفات كماله ،فضلا عن أن يشاركه في أخص صفاته ،وهي الألوهية واستحقاق العبادة5 .
وقد امتن الله سبحانه وتعالى بنعمة إنبات النبات ونموه ،وإحيائه الأرض بعد موتها ،وتفضله على الإنسان بإنزال الماء ،وإنبات الزروع والثمار ،متاعا للإنسان والحيوان ،في كثير من الآيات .
قال تعالى:{فلينظر الإنسان إلى طعامه*أنا صببنا الماء صبا*ثم شققنا الأرض شقا*فأنبتنا فيها حبا*وعنبا وقضبا*وزيتونا ونخلا*وحدائق غلبا*وفاكهة وأبا*متاعا لكم ولأنعامكم} . ( عبس:24 32 ) .
وقال تعالى:{أمّن خلق السماوات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها أإله مع الله بل هم قوم يعدلون} . ( النمل:60 ) .
وقال سبحانه:{وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرعونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون} . ( الرعد:4 ) .