/م3
{وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون} .
لقد سخر الله للإنسان هذا الكون كله ،ويسر له الانتفاع بكل ما فيه ،فالليل من أجل النوم والراحة ،والنهار من أجل السعي والعمل ،والشمس تمدّ الكون بالطاقة ،والقمر ينير الليل ويبدد ظلمته ،والنجوم مسخرات بأمر الله وإرادته ،فهي زينة للسماء ،وهداية للسائرين بالليل ،ورجوما للشياطين ،فمن تفكر بعقله ؛ أدرك أن وراء هذا الكون البديع ،يدا حانية تمسك بنظامه ،وتحفظ توازنه .
قال الشوكاني في فتح القدير:
تسخير الشمس والقمر ،تصييرهما نافعين لهم ،بحسب ما تقتضيه مصالحهم ،يتعاقبان دائما ،كالعبد الطائع لسيده لا يخالف ما يأمره به ،ولا يهمل السعي في نفعه ،{إن في ذلك} التسخير{لآيات لقوم يعقلون} ، أي: يعملون عقولهم في هذه الآثار الدالة على وجود الصانع وتفرده ،وعدم وجود شريك له . اه .
وقد قرأ ابن عامر:{والشمس والقمر والنجوم} ، كلها بالرفع على الابتداء والخبر هو قوله:{مسخرات} ،وقرأ حفص عن عاصم:{والنجوم} بالرفع على الابتداء وقد قرأ جمهور القراء ،{الليل والنهار والشمس والقمر} ، بالنصب على المفعولية لفعل سخّر6 .