فقالت له:{إني أعوذ بالرحمان منك إن كنت تقيا} لما كانت مريم منفردة متنحية عن أهلها وبيتها وبينهم حجاب ،وقد ظهر لها الملك في صورة آدمي ،خافته وارتابت وخشيت منه على نفسها ،ناشدته أن يجتنبها وأن لا يبغي منها السوء فاستعاذت بالرحمن منه إن كان ممن يتقي الله ويخشاه ؛أي إنني ألجأ إلى ربي واحتمي بجلاله العظيم ،فإن كنت تخشاه فابتعد عني ولا تبغني بسوء .
وهذا هو المشروع في مثل هذه الحالة من الاعتداء على أعراض المسلمين أو أموالهم أو أنفسهم ؛فإنه ينبغي على المعتدى عليه مناشدة المعتدي باللطف واللين وتذكيره بقدرة رب العالمين عسى أن يكف عن عدوانه فيمسك أو ينتهي .