( قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا ) أي:لما تبدى لها الملك في صورة بشر ، وهي في مكان منفرد وبينها وبين قومها حجاب ، خافته وظنت أنه يريدها على نفسها ، فقالت:( إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا ) أي:إن كنت تخاف الله . تذكير له بالله ، وهذا هو المشروع في الدفع أن يكون بالأسهل فالأسهل ، فخوفته أولا بالله ، عز وجل .
قال ابن جرير:حدثني أبو كريب ، حدثنا أبو بكر ، عن عاصم قال:قال أبو وائل - وذكر قصة مريم - فقال:قد علمت أن التقي ذو نهية حين قالت:( إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا قال إنما أنا رسول ربك ) أي:فقال لها الملك مجيبا لها ومزيلا ما حصل عندها من الخوف على نفسها:لست مما تظنين ، ولكني رسول ربك ، أي:بعثني إليك ، ويقال:إنها لما ذكرت الرحمن انتفض جبريل فرقا وعاد إلى هيئته