قوله تعالى:{وما لهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام وما كانوا أولياءه إن أولياءه إلا المتقون ولكن أكثرهم لا يعلمون 34 وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون} أي: وما يمنع هؤلاء المشركين من أن يعذبهم الله وهم لا يستغفرونه من كفرهم ،ويصدون المؤمنين بالله ورسوله عن المسجد الحرام .فهم مستحقون من كفرهم ،ويصدون المؤمنين بالله ورسوله عن المسجد الحرام .فهم مستحقون للعذاب بما ارتكبوه من القبائح والموبقات .
قوله:{وما كانوا أولياءه إلا المتقون} أي كيف لا يعذب الله هؤلاء الظالمين الذين يصدون المؤمنين عن المسجد الحرام كما صدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين عام الحديبية وكانوا يقولون: نحن ولاة البيت فنصد من نشاء وندخل من نشاء{وما كانوا أولياءه} أي أن هؤلاء المشركون الظالمين ليسوا هم أهل المسجد الحرام ولا يستحقون أن يكونوا ولاة أمره وأربابه{إن أولياءه إلا المتقون} أي ليس أولياءه وأهل غير النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين الذين يتقون الله والذين هم على جادة الصواب .فهم مجانبون للضلال والظلم والباطل ،مستمسكون بالحق والعدل .أما الكفرة الظالمون ؛فإنهم غير مؤتمنين على صوت بيوت الله أو رعايتها وولاية شؤونها .كما قال سبحانه:{وما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر} وكيف وا لهفي والمسجد الأقصى ،أولى القبلتين وثالث الحرمين أسير يهود ؛إذ أطبقوا عليه إطباقا فحالوا بينه وبين المسلمين أن يدخلوه أو يصلوا فيه .سبحانك اللهم إن هذا لهو الجور المبين والظلم الفادح العظيم .
قوله:{ولكن أكثرهم لا يعلمون} أي أن أكثر هؤلاء الضالين الخاطئين ضالعون في الجهالة والعمه ،فلا يعلمون الحق ولا يفقهون على الصواب ،ولا يمضون على جادة الصراط .وذلك هو شأن البشرية في غالب أزمانها وأحوالها وشعوبها ،فإن الأكثرين من الناس قد غشيت بصائرهم العماية والتضليل والوهم ،فلم يهتدوا سبيلا .وأسباب ذلك متعددة ،وفي طليعة ذلك إغراء الشياطين من الإنس الذين يضلون الناس والذين يزينون لهمن مجانبة الحق والهداية والتزام الطاعات ،وكذلك يزينون لهم فعل المحظورات جريا وراء الملذات والشهوات .