{قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَّآ أَنزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِّنْهُ حَرَامًا وَحَلاَلاً} إنّه الله هو الذي ينزل الرزق ،وهو الذي يحدّد للناس ما يأخذون منه ،مما فيه صلاحهم ،أو ما يدعون منه ،مما فيه فسادهم ،فإذا أنزل حلالاً فعليهم أن يتبعوه ،وإذا أنزل حراماً فعليهم أن يتركوه ،أمّا إذا لم ينزل شيئاً من التحريم فيه ،فلا بد لهم من أن يأخذوا بأسباب الرخصة إذا لم يمنعهم عنه ،ولا يجوز لهم أن يشرّعوا فيه من عند أنفسهم ،فيحلّلون منه شيئاً ويحرمون شيئاً آخر مما لم يأذن به ،انطلاقاً من أهوائهم ونزواتهم .
التحليل والتحريم المزاجي
{قُلْ ءَآللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ} فهل أخذتم إذناً من الله في ذلك ،وهو الذي يملك أمر التشريع كما يملك أمر الوجود ،أم أنكم تفترون على الله ،فتأخذون لأنفسكم صفة التشريع من دون إذنه ،وتنسبون إليه أمراً لم يصدر فيه شريعةً ؟وتلك هي القاعدة العامة في كل ما لم تثبت حجيته وشرعيته ،فإن نسبة الحكم فيه إلى الله غير جائزة من قريب أو من بعيد ،لأنها افتراءٌ عليه .