/ ثم بين تعالى أن من فضله على الناس تبيين الحرام من الحلال على ألسنة الرسل ،لئلا يفتروا عليه الكذب بتحريم ما أحل أو عكسه ،كما فعل المشركون ،بقوله سبحانه:
[ 59]{ قل أرأيتم ما أنزل لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل آلله أذن لكم أم على الله تفترون 59} .
{ قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق} أي ما خلق لكم من حرث وأنعام{ فجعلتم منه حراما وحلالا} أي أنزله تعالى رزقا حلالا كله ،فبغضتموه ،وقلتم:هذا حلال وهذا حرام ،كقولهم{[4746]}:{ هذه أنعام وحرث حجر}{ ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا}{[4747]}{ قل آلله أذن لكم} في الحكم بالتحريم والتحليل ،فأنتم تفعلون ذلك بإذنه{ أم على الله تفترون} أي تختلقون الكذب .