/م59
الآية الأُولى وجهت الخطاب إِلى النّبي( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقالت: ( قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراماً وحلالا ) إِذا أنّهم طبقاً لسننهم الخرافية حرموا قسماً من الدواب باسم «السائبة » و«البحيرة » و«الوصيلة »{[1735]} ،وكذلك حرّموا جزءاً من محاصيلهم الزراعية ،وحرموا أنفسهم من هذه النعم الطاهرة المحلّلة ،إِضافةً إِلى ذلك فإِن كون الشيء حراماً أو حلالا ليس مرتبطاً بكم ،بل هو مختص بأمر الله خالق تلك الموجودات .
ثمّ تقول: ( قل الله أذن لكم أم على الله تفترون ) ،أي إِنّ لهذا العمل صورتين لا ثالث لهما: فإمّا أن يكون بإِذن الله ،أو أنّه تهمة وافتراء ،ولما كان الاحتمال الأوّل منتفياً ،فلم يبق إلاّ الثّاني .
/خ61