{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً} تماماً كما أنت عليه في كونك بشراً ،بكل ما تفرضه البشرية عليك من حاجاتٍ ماديةٍ وعلاقاتٍ ومنها علاقات الزواج ،وما ينتج عنها من تناسل .وبذلك فإنهم لا يحملون أيّة خصوصية غيبيّةٍ ،تقربهم ولو بشكل محدود من حالة الألوهية ،فليس لهم قدرة على تغيير نظام العالم بناءً على طلبٍ أو اقتراحٍ في تحويل الصحراء إلى جناتٍ وأنهار ،وفي إسقاط السماء قطعاً متناثرةً على الأرض ،أو غير ذلك ،مما يتصوره الناس من قدرات من خصائص النبوّة وإمكاناتها ،فهم عباد مكرمون مطيعون لله ،لا يملكون عمل أيّ شيء في شؤونهم الخاصة إلا بالله ،فكيف يملكون قدرة تغيير نظام الكون بذاتهم ؟
{وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِي بَِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ} وهو إذن تقتضيه حكمته وتفرضه إرادته ،إصلاحاً لأمر الناس وتقوية لحركة الرسالات ،ولكنه ليس شيئاً لازماً للذات الرسولية ،بل هو شيء يقوم به بطريقةٍ منفصلةٍ عن ذاته ،وذلك بتعلق إرادة الله بالشيء بشكل مباشرٍ أو غير مباشرٍ ،تبعاً للمصلحة العامة .{لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ} والظاهر أن المراد به ،أن لكل وقتٍ من الأوقات حكماً معيناً يكتبه الله ويحكم به ،تقديراً للأشياء في أوقاتها .