ومن جملة هذه الإشكالات:
أوّلا: كان البعض يقول: هل من الممكن أن يكون الرّسول من جنس البشر ،يتزوّج وتكون له ذرّية ؟فالآية تجيبهم وتقول ليس هذا بالأمر الغريب: ( ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجاً وذرّية ){[1948]} .
ويتبيّن من إشكالهم أنّهم إِمّا أن يكونوا غير عالمين بتاريخ الأنبياء ،أو أنّهم يتجاهلون ذلك وإلاّ لم يوردوا هذا الإشكال .
ثانياً: كان ينتظر هؤلاء من الرّسول أن يجيبهم على كلّ معجزة يقترحونها عليه بما تقتضيه أهواؤهم ،سواء آمنوا أو لم يؤمنوا ،ولكن يجب أن يعلم هؤلاء أنّ ( وما كان لرسول أن يأتي بآية إلاّ بإذن الله ) .
ثالثاً: لماذا جاء نبي الإسلام ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وغيّر أحكام التوراة والإنجيل ،أو ليست هذه كتب سماوية ؟وهل من الممكن أن ينقض الله أوامره ؟( هذا الإشكال كان يطابق ما يقوله اليهود من عدم نسخ الأحكام ) .
وتجيب الجملة الأخيرة من الآية فتقول: ( لكلّ أجل كتاب ) كيما تبلغ البشرية المرحلة النهائية من الرشد والتكامل فليس من العجيب أن ينزّل يوماً التوراة ،ويوماً آخر الإنجيل ،ثمّ القرآن ،لأنّ البشرية في تحوّلها وتكاملها بحاجة إلى البرامج المتغيّرة والمتفاوتة .
ويحتمل أنّ جملة ( لكلّ أجل كتاب ) جواب لمن كان يقول: إذا كان الرّسول صادقاً ،لماذا لا ينزل الله عذابه وسخطه على المخالفين والمعاندين ؟فيجيبهم القرآن بأنّ ( لكلّ أجل كتاب ) وليس بدون حساب وكتاب ،وسوف يصل الوقت المعلوم للعقاب{[1949]} .