{وَجَنَّاتٌ}: بساتين .
{صِنْوَانٌ}: جمع صنو وهما نخلتان من أصل واحد .
{الأكُلِ}: ما يؤكل .
{وَفي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ} متقاربات في الموقع والطبيعة والجو ولكنها مختلفة من طيبة إلى سبخةٍ ،ومن صُلبةٍ إلى رخوةٍ ،ومن صالحة للزرع والشجر إلى أخرى عكسها ،مع التقائها جميعاً على طبيعة واحدة ،هي خصوصيتها الأرضية ،{وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ} تختلف في أشكالها وأنواعها وخصائصها ،{وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ} ،والصنوان جمع صنو: وهي النخلة لها رأسان وأصلهما واحد ،{وَغَيْرُ صِنْوَانٍ} وهي النخلة ذات رأس واحدٍ ،في مقابل النخلات الأخرى ،{يُسْقَى بِمَآءٍ واحِدٍ} فلا فرق بين الماء الذي تسقى به هذه ،والماء الذي تسقى به تلك ،فمن أين جاء هذا التغاير في الخصائص ،{وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ} إذ تتميز كل واحدةٍ عن الأخرى في إنتاجها ،وإذا كان التمايز موجوداً في الأسباب الأولى ،فكيف يكون تفسير ذلك على المستوى الأعمق الذي يلتقي فيه الجميع عند طبيعة واحدةٍ لا تملك أيّ نوع من أنواع التمايز ،ما يبعث على التساؤل من جديد: كيف حدث هذا ،ومن أين ،ومن الذي أودع سرّ التنوّع في الأشياء ما دامت الأشياء لا تملك في ذاتها ما يحتم تمايزها !{إِنَّ فِي ذلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} ويحرّكون عقولهم لمعرفة الحقيقة الإيمانية التي تشير إلى أن الله وحده هو الذي أبدع ذلك كله ،وهو الذي أودع في الطبيعة الواحدة سرّ الاختلاف في الأنواع والأصناف والأفراد .