{وَاصِباً}: لازماً .
{وَلَهُ مَا فِي الْسَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} فكل هؤلاء الذين تدعون من دونه ،هم خَلْقُهُ وملكه ،فكيف يكونون شركاء له ،وهو الذي يملك الأمر كله في السماوات والأرض ،ولا يملك هؤلاء شيئاً من ذلك ،حتى أنفسهم ،فكيف يكونون آلهةً معه ،أو من دونه ؟
{وَلَهُ الدِّينُ وَاصِباً} أي لازماً ،وقد فسّر الدين هنا بالطاعة والالتزام بأمره ونهيه ،فيكون المراد من الآية أن لله الطاعة دائماً في جميع الأمور ،فلا انحراف عن طاعته ،ولا طاعة لغيره ،وذلك من موقع الوحدانية المطلقة .وربما كان المراد من الدين معناه الشامل الذي يتسع للشريعة والعقيدة ،فيكون المراد بالفقرة ،أن الله يملك التشريع كله ،وليس لأحدٍ غيره أن يشرّع أيّ حكمٍ أو يفرض أيّ أمرٍ ،وله الطاعة في ذلك كله ؛لأن من يملك الأمر والنهي ،يملك حق الالتزام بهما ،فهو الذي يجب أن يُطاع ويُخاف ويُتقى{أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ} ،فما الذي يملكه غيره من القوّة ،وما الذي يجعلكم تأمنون عذاب الله بانحرافكم عن خطه المستقيم ؟